العلكة لماذا العلكه ممنوعة فى سنغافورة Gum قصص ما قبل النوم قصه العلكة
العلكه ممنوعه في سنغافوره
العلكه ممنوعه في سنغافوره.....
قبل سنوات خلال جولتي في جنوب افريقا ودخولي عالم الأدغال ، قمت بزيارة بلد جميلة جدا قوية جدا
أثارني قوة وجسارة رئيس وزرائها وصلابته دافعاً لزيارتها ،،، ما اثار استغرابي أنني فوجئت بردة فعل عجيبه حينما دخلت أحد محلات السوبر ماركت لأشتري العلكه ، وعندما طلبت العلكه حتى سمعت كلمه ( no( no no بصوره شديده وكأنني طلبت مخدرات دهشت جدا لماذا العلكة ممنوعة ولماذا يخافون من هذا الطلب بتلك الصورة ؟
وطبعاً أصابني الفضول والرغبه بمعرفة السبب ، توجهت للمترجم ( ناتشي رون ) وسألته لماذا العلكة ممنوعة ؟؟؟
ابتسم ،، وقال أن رئيس الوزراء قرر منعها منذ زمن طويل وذلك لأن تكلفة إزلتها من الشوراع بالملايين ، وتكلف خزينة الدولة ، ولذلك منعت العلكة تماما ،
بالمناسبة ،،، معلوماتي الأخيرة تقول أن لندن تصرف 350 مليون سنوياً تكلفة إزالة العلكة المنتشرة بشوارع لندن نظراً لصعوبة إزالتها ،
بعد هذا الجواب المقنع في الحقيقه اصبح فضولي بالبحث عن معلومات عن رئيس الوزراء صاحب العقلية الفذه ،
لذا ساروي لكم القصة التي بحثت عنها عن الرئيس الاعجوبة .
في عام 1960 بكى الرئيس وزراء تلك البلد امام كل العالم وذلك لقرار انفصالها عن ماليزيا ، فتلك الدوله لا اقتصاد لا قوانين لا سياحه لا أخلاق ،، كان رئيس الوزراء دائم االشكوى من الشعب الذي يعتدى على الممتلكات العامة ومن تصرفات كثيرة .
لكن رغم كل هذه الصعوبات والازمات بالتحدي والارداه والحزم ،، استطاع رئيس وزراء تلك البلد التغلب على الصعاب من خلال أولا ( القوانين ) الحازمه التي تفرض حد الجلد والسجن على من ينتهك و يخالف بالاعتداء على الممتلكات العامه ، وايظا ركز على تشجيع الإستثمار ، وجلب الاستثمارات بتسهيلاها من خلال امكانية فتح اي مشروع دون عوائق عبر الانترنت من داخل المنزل ،
وبالصبر والاراده بفتره ليست بالطويله تحولت ( سنغافوره ) الى بلد رائعه قويه اقتصاديه تطورت 80 مره مقارنه ب 40 مره لماليزا ،،
ورغم كل تلك الإنجازات في بلد ضعيف كان يفتقر للأخلاق والاداب العامه الا انه صنع مجداً رائعاً ، سجله تاريخ وفي عام 1990 قرر ترك منصبه بعد فوزه أكثر من مره برئاسة الوزراء وذلك ليترك العمل للجيل الجديد ،
ورغم وجود حالات فساد لبعض الوزراء ومناصب حساسه الا أن القانون الصارم في محاسبته علنا أمام العالم هو السبيل للتخلص من الفساد الذي قاد الدوله الى النجاح والتقدم ،
هذه الدوله ليست قويه بالفطره ولا يوجد بها ثروات ، لكن بالعمل والاصرار والقانون ومحاربة الفساد وصل للقمه ،،
هنا ،،،، فقط نعلم أن تطور ورفعة أي دولة مهما كانت متخلفه ،،، ليست مستحيله أبدا
لكن هو المستحيل أن تجد رئيس وزراء حقيقي يجعل من زي وزرائه ( الأبيض ) دليلا على النقاء والصفاء والصدق لينعكس على أدائهم ،
رئيس وزراء يحاسب الفاسد مهما كان نفوذه ،، يحب عمله ووطنه مهما كانت أصوله العرقيه ، لا يجعل التطنيش والتهميش وسيلة لترحيل والهروب من الأزمات ،
يفتخر بانجازته ويستقيل رغم نجاحة ليترك الدور للجيل الجديد ،،،
طبعا هذا الرئيس) لي كوان ) من أصول صينيه ورغم ذلك لم يتعصب لعروقه وجعل اللغة الأم في سنغافورة هي الانجليزيه ،،
مواكبة للتطور وتسهيلاً للتحديث وتوحيدا لأمته ،،
الأن قفز الناتج المحلي من 2 مليار عام 1960 الى 87 مليار عام 2002
معدل دخل الفرد عام 1960 435 دولار سنويا
حاليا ( 30) الف
من اعلى معدلات الدخل بالعالم وتشكل البورصة ثاني اعلى بورصات العالم بعد اليابان .
هذا هو الانجاز الحقيقي رغم ((((( انعدام الايرادات والثروات ))))\
لقد جعل كل الجنسيات والاصول المتعدده في سنغافوره كلها ( سنغافوريه ) تلك هي معادلة الإنتماء للأرض والوطن ،
\تحية لك ،،، ونبقى نتمنى أن نجد رجلاً واحدا في عالمنا يصنع من المستحييل ممكنا ومن الحلم حقيقه ،
ليكون مسؤولا يسجل له التاريخ موقفاً ومجدا لا تنساه الأجيال .
ليدرس مافعله لي كوان الاسطورة في مناهجنا العربية ،،، ليس تمجيدا باحد لكن تذكيرا بضرورة التفكير ،،
ما فعله كوان عام 1960 كان شابا يبلغ 35 سنه ،
فالعمر الكبير جدا لا يعني بالضرورة خبرة أو حتى انجاز
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق