الم قلب
حركه ... نبض ... الم
اين ؟
في معدتي ... ماذا ؟؟ ...... لا يعقل .. يبدو اني مرهقه اليوم ساحاول ان انام مره اخري
اعتصر عيني .. احاول ان اتحمل .. لا ادري هل انا مستيقظه ام احلم
لا مازل هناك الكثير من الوقت علي هذا اليوم .. حسنا ساحاول ان اغير وضعية نومي ربما يهدا الالم
لكن.....
لا اشعر الا بصوتي و الاهات تزداد به
يحرك كتفي ((ماذا هناك . ما بكي ؟؟))
((يبدو انها الولاده))
يده تسحبني و تحاول ان توقفني ............ ((لا استطيع))
((تحملي حتي نصل للمستشفى .. استندي علي ّ))
وصلنا
ايادي تحملني و تضعني علي سرير يتحرك و يجري في الممرات . و ما ان شعرت اني داخله لغرفة الطوارئ ازداد تشبثي بيد زوجي و انا اقول
((لا تتركني .. ادخل معي ))
(( لا تقلقي بضع دقائق و ستخرجين بخير ))
(( لاااا لا تتركني لن ادخل الا و انت معي .. لن ادخل لن ادخل ))
وجه نظراته للطبيب فحرك راسه مشيرا بموافقته علي الدخول
شعرت ان الغرفه لم تحتوي علي ما يكفي من الاضاءه ربما ذلك بسبب كثرة اغماض عيني ليزيد من طاقة تحملي للالم او بسبب زوجي الذي ضمني اليه محاولا مساعدتي في تخفيف الامي و ان كان بصفه روحيه فقط
صراخ و بكاء .. اهو صوته .. اهو طفلي
تشجعت علي مواجهة نهجان انفاسي و ازالة عوائق جفوني لارى شهدا ابيض اللون لكني لم املك ما يكفي لتكملة المغامره و استسلمت لجميع ذرات الالم و الارهاق حتي تغط على ولم اعد اشعر بشئ بعدها
* * * *
خرجت من غرفة الطوارئ وهي تغض في نوم عميق
لابد و انها نامت من كثرت الالم .. لم اكن اعلم ان الولاده مؤلمه الي هذا الحد
((مرحبا ايها الطبيب .. لقد اخبرتني الممرضه انك تريد التحدث معي ))
((نعم اجلس من فضلك .. اهنئك علي اول مولود لك))
((شكرا لك .. ارجو ان تخبرني ماذا هناك .. فقد بدات اقلق .. هل زوجتي بخير ؟))
((نعم الحمد لله هي بخير .. لكن مولودك الجديد به بعض العيوب الذهنيه))
((ماذا ؟))
((انه قضاء الله و قدره ولا يمكن لاحد ان يعترض امره ))
((و نعم بالله .. هل علمت زوجتي بهذا))
((لا فهي مازالت نائمه و اظن من الافضل ان يخبرها احد من اهلها بذلك))
((نعم .. شكرا لك))
((حسنا يجب ان اذهب فلدي الكثير من الاعمال ))
ذهبت الي غرفتها و اخذت كرسيا و جلست بجوار سريرها انظر اليها و هي نائمه
لابد انكي تحاولي نسيان جميع الامك و تستعدي لحياه جديده مع طفل دخل احلامك منذ اول يوم تزوجنا فيه
كيف سيكون ردة فعلك عندما تعلمي انه غير سليم ذهنيا
((زوجي هل رايت طفلنا ))
نظرت اليها (( متي استقظتي ؟))
((الان .. هل رايته ؟ هل هو جميل ؟))
((نعم اظن ذلك))
((اريد ان اراه))
((حبيبتي انه في الحضانه الان و خروجه منها سكون بمواعيد))
((هل هو بصحه جيده ؟ لما تلك الدموع في عينك))
((انه بخير فقط تفاجات اني اصبحت ابا))
بعد ان رسمت ابتسامه خفيفه علي وجهها ((نعم و انا اصبحت اما))
يا الله كيف ستكون مصير تلك الابتسامه عندما تعلم ما اخفيه عنها
((هل مازلتي تتالمين ؟))
((نعم بعض الشئ لكن لهفتي لرؤية ابننا اقوي بكثير من تلك الالام فانا علي استعداد ان اقف علي قدمي و اذهب لاراه . هل يمكنني فعل ذلك ؟))
((بالطبع لا . يجب ان ترتاحي . غدا باذن الله ستجدينه بين يديكي))
* * * * *
حاولت ان انام مجددا و تمنيت ان يمر الوقت سريعا حتي ياتي اليوم التالي و اراه
و لكن كلما اغمضت عيني اتخيل ذلك الشهد الابيض . لا ادري لما لا ياتون به من الحضانه فانا لن امسكه فقط اريد ان اراه
لم يمر الكثير من الوقت ثم دخلت امي من باب الغرفه و علامات القلق علي وجهها
بعد ان سلمت علي زوجي قالت ((اه يا بني احقا ما سمعته))
((ارجوكي يا خاله فهي لا تعلم شيئا الي الان))
((هل ستخبرها ؟))
(( يجب ان تعلم و لكن كلما حاولت ان اخبرها تذكرت الالام التي تعرضت لها في الولاده فيكبل لساني ولا استطيع ان اتفوه بشيء))
فسالت (( امي ماذا هناك ؟ ان الطفل ليس بخير اليس كذلك اخبروني ماذا حدث له ؟))
اقتربت امي و وضعت يدها علي وجنتي و حركتها ببطئ ثم قالت (( بارك الله فيكي يابنيتي فكل شيئ سيكون بخير ))
((لا تزيدوا من قلقي ارجوكم قولوا ماذا حدث ))
نظرت امي اليه فنظرت اليه و قولت (( زوجي لم تعتاد علي اخفاء شيئ علي ّ فاخبرني بيما جري هل مات الطفل ؟ ))
((لا فهو في الحضانه كما اخبرتك ))
((اذا اخبرني بما تخفيه))
نظر للارض ثم قال (( انه طفل مغولىّ لديه بعض الاعاقات الذهنيه ))
((ماذا ؟ لا لا يعقل . قل شيئا اخر))
((ارجوكي يا زوجتي حافظي علي هدوئك فانتي مازلتي متعبه ))
دخلت الممرضه
((مساء الخير ان الطفل مستيقظ الان هل اوتي به اليكم))
وجدت نفسي اصرخ (( لاااااا .. لا اريده .. لن اراه ..انه ليس لي ))
وقف زوجي بسرعه و ذهب مع الممرضه للخارج
((ابنتي انه قضاء الله و هو ابتلاء ليختبر صبركم))
((اذا كنت قد فعلت شيئ في حياتي لاعاقب عليه فلما يعاقب زوجي معي يا امي ما ذنبه في هذا فهو انسان طيب و يحبني و لم يضرني ابدا ... كيف اربي هذا الطفل يا امي ؟))
((مثلما ربيتكي يا صغيرتي))
((لا يا امي فهو ليس طفلا عاديا حتي اربيه مثلما تربيت انا انه معاق ذهنيا . اتعلمي معني معاق ذهنيا يا أمي))
تتساقط الدموع من عيني فاقتربت أمي و احتضنتني
((ابنتي يجب ان تؤمني بما قدره الله لكي ))
* * * * *
اخذت الممرضة للخارج و قد كانت علامات الذهول علي وجهها
سالتني لما تفعل كل هذا
فاخبرتها انها علمت باعاقة الطفل ثم سالتها اذا كان بحاجه لرضاعه
((لا ان الرضاعه تبدا من اليوم الثاني اما الان فهو يعتمد علي الجلوكوز))
((جيد اظن انها مده جيده حتي امهد زوجتي لفعل ذلك))
في طريقي لغرفة زوجتي وجدت الخاله بالخارج
((كيف تتركينها وحدها يا خاله))
لا تقلق يا بني لقد نامت من كثر البكاء
((بكاء و الم ... لقد كانت متلهفه لرؤيته منذ قليل و الان لا تريده .. اخشي عليها يا خاله ارشديني ماذا يمكنني ان افعل ))
((استعيذ بالله يا بني و حاول ان تصبرها . هل رايت الطفل ؟))
((نعم . . انه صغير جدا ))
(( ادعو الله ان يصبركم علي ما ابتلاكم .. يمكن ان تذهب للبيت يابني و تستريح و سأنام انا مع ابنتي في الغرفه ))
((لا يا خاله انا لست تعب و افضل ان افضل معها .. يمكنني ان اوصلك للبيت اذا اردتي ))
(( ولكن يابني ستكون مرهقا جدا في الغد . ما مررت به اليوم لم يكن سهلا و ما تمر به الغد سيكون اصعب ))
((حسنا كما تشائي رغم علمي ان النوم لن يمر علي عيني اليوم .. السلام عليكم))
* * * * *
في اليوم التالي و انا ذاهب لغرفة زوجتي و جدت الممرضه تجر عربة و بداخله الطفل فاوقفتها و سالتها (( الي اين ؟ ))
(( يجب ان يبدا الرضاعه . و هو جائع الان ))
(( حسنا .. ارجو ان تنتظري قليلا ))
بعد ان دخلت الغرف
(( صباح الخير .. كيف حالكم ))
(( بخير يابني .. هل نمت جيدا ؟ ))
(( الحمد لله نمت بعض الشئ .. ان الممرضه بالخارج و معها الطفل و تريد ان تؤتي به ليرضع ))
نظرت زوجتي الي و علامات الرفض كادت تقفز من عينيها مما اظهر علامات القلق علي الخاله
(( خاله استسمحك ان تتركينا بمفردنا ))
(( حسنا سانتظر في الخارج )) و بعد ان خرجت جلست بجوار زوجتي و بدات احادثها
(( زوجتي الحبيبه انتي تعلمي كم انتظرنا اول مولود لنا و كثيرا حلمنا بغرفه صغيره في بيتنا يمتلئها شقاوة طفل صغير
و ها قد منّ الله علينا بما تمنيناه ))
(( ولكن ...))
امسكت بيدها (( اعلم ما تريدين قوله .. تربية هذا الطفل مسؤوليتنا نحن الاثنين و سيسالنا الله عنها .. ارجوكي لا تصعبي مهمتنا علينا و نحن في اسهل اوقاتها .. اتعديني ان تصبري معي و نحاول ان نحول طفلنا الى طفل عادي مثل كل الاطفال ))
مع الاستسلام (( حسنا .. اعدك ))
((هل اوتي به الان ؟؟ ))
نظرت الي ثم نظرت للارض ولم تتكلم او تشير باي شئ
((انها بضع ثواني و سينتهي كل شئ .. ارجوكي ))
((حسنا ))
خرجت و اخدت العربه من الممرضه
ثم ساعدت زوجتي لتستند علي الوساده و تتخذ وضع الرضاعه
حملت الطقل و مسكت الغطاء الذي يحيطه و رفعته علي وجهه حتي اغطي كل شئ فيه
فقد خفت ان تراه و ترفض ان ترضعه و تضيع كل محاولات الاقناع التي بذلتها
و كذلك اردت ان يزداد شوقها لرؤية طفلها
كشفت انفه ليتنفس منها و كشفت فمه ليرضع ثم وضعته بجانبها
بدا يرضع
لم اهتم بالطفل قدر اهتمامي بزوجتي
كنت احاول ان اخترق عينيها لاستكشف مشاعرها للوضع التي هي عليه الان
من يغلب أمشاعر الأمومة أم مشاعر الإنكار لوجود طفل مغولي ؟؟
* * * * *
عندما وضعه زوجي علي يدي شعرت برغبه لرؤيته و عندما رايت وجهه مغطي تذكرت انه مغولي فنظرت للاعلي
و عندما بدا بالرضاعه شعرت بجزء مني .. جزء يصنعه جسمي .. اهديه الي هذا الطفل
لا اعلم لما وافقت علي ارضاعه ربما لارضي الحاح زوجي او لم استطع ان يكون طفلي جائع ولا اشبعه لانه فقط معاق ذهنيا
مهما يكن فهو طفلي الذي حلمت بحمله بين يدي منذ ان علمت انه بداخلي
كيف يكون ابني وانا لم اراه
انزل عيني اليه ساحاول ان اراه و لكن سرعان اغمض عيني و في سري لا لا اريده انه ليس ابني
وفي كل مره اقرر رؤيته يزداد اصراري و تحمسي
الان ساراه
* * * * *
عندما انهى رضاعته ابعد وجهه عنها وبدا انه نائم نوما عميقا
قمت من كرسي و حملته ثم ادخلته العربه و ذهبت به الي الممرضه
وانا خارج من الغرفه قابلتني الخالي و سالتني
(( هل رضعته ؟؟ هل راته ؟؟ ))
(( انها رضعته ولكنها لم تراه يبدو انها لا تريد ان تراه .. ادخلي لها يا خاله فانا لم اعد استطيع فهمها ولم اترجم مشاعرها فربما تخبرك بشئ منها ))
((حسنا يا بني ))
و انا في طريقي الي الحضانه تذكرت ان وجه الطفل مغطي فابعدت الغطاء
كان وجهه الطفولي جميل جدا و ابتسم لي ابتسامه شريطيه رفيعه اضافت لوجهه البهجه
كانه يشعر عندما كان مغطي لم يكن لنا رغبه له و عندما ازلنا الغطاء فتحت له الدنيا ذراعيها
وقفت اشاهده و اشاهد تحركاته البطيئه ولا اراديا مددت يدي و بدات الاعبه
اضع اصبعي علي وجنته اليمني فيحرك وجهه لليمين . ازلها و اضعها علي وجنته اليسري فيحرك وجهه لليسار
انشرح صدري له و مددت يدي لاحمله
لكن اوقفني صوت الممرضه (( هل اخذ حصه كافيه من الرضاعه ))
فنظرت لها و ارتدت يدي لمسك يدا العربه ثم قولت (( نعم اظنه شبع ))
((هذا جيد ساخذه لادخله للحضانه ))
(( حسنا شكرا لكي ))
في الحقيقه كنت حزينا لعدم اكمال اللعب مع ابني و لكني ادركت ان عليا الرجوع لرؤية زوجتي
* * * * *
دخلت امي و علامات الاستفهام تملأ وجهها ولكني قررت ان لا اتحدث عن الرضاعه و كيف تمت فلن اجد اجابة لاي سؤال
لقد كنت انوي رؤيته و بشده و عندما قررت ذلك كان قد انهى الرضعه و اخذه زوجي الي عربته
دخل الطبيب و معه ممرضه و استاذنا من امي فخرجت
بعد الكشف (( انكي بصحه جيده يمكنك الخروج غدا ))
((حقا !! و هل سياتي ابني معي ؟))
ردت الممرضه بسعاده (( بالطبع فابنك لكي .. يسعدني سماعك و انتي تقولي ابني ))
ابني .. نعم اني قولتها .. هل احسست انه ابني بعد الرضاعه .. هل الرضاعه هي التي غيرت قراراتي
و بعد خروجهما دخل زوجي ومعه امي
امي (( الحمد لله طمانا الطبيب بالخارج و اخربنا ان بامكانك الخروج غدا ))
(( نعم الحمد لله فلقد مللت الفراش ))
زوجي (( ما رايك ، هل ابحث عن مربية اطفال ؟ ))
(( لماذا ؟ اتراني غير جديره بتربية الطفل ؟ ))
(( لا لم اقصد لقد اردت مساعدتك ، فانا اعلم اني بالخارج طيلة اليوم و ستكوني بمفردك مع الطفل ، و اعلم ايضا انه بحاجه ليكون تحت الملاحظه فتره طويله ))
ببعض الضيق (( كما تشاء ))
تتدخل امي (( لا يا بني ليس الان انه مازال صغير و لن يصدر منه شئ الان وكذلك مربية الاطفال سوف تستغل اعاقة الطفل لتطلب اجر عالي . انتظر حتي بيدا الطفل في الحراك ثم اتي بيها ))
اراه ينظر الي . ماذا ؟ امازلت تنتظر ردا ؟
لنا لا ادري أي شئ
فانا اريده ولا اريده . اريد ان اربيه و اريد ان اكون مثل أي ام تفخر بولادها
ولكن كيف افتخر بيه و علاما افتخر
و كذلك هو ابني كيف اراه بحاجه الي و اتركه . كيف اراه يبكي و اترك امراه اخري هي التي تلبي بكاؤه
اغمض عيني ليوقفوا الكلام لكن مجري الصور بدا بتحرك فرايته و هو يبكي عندما بدا يتنفس . رايته وهو بين يدي و يوجه وجهه الي باحثا عما يروي عطشه .
امسكت راسي . يكفي هذا . حقا لا ادري ما اريده
امسك يدي (( هلي انتي بخير ؟ هل استدعي الطبيب ؟ ))
اخذت نفسا عميقا ثم نظرت اليه (( لا تقلق انا بخير . اريد ان انام قليلا . هلا تركتوني بمفردي بعض الوقت ))
(( بالطبع ، و لكن ... لكي ما تشائين هيا يا خاله حتي تستطيع ان تنام ))
* * * * *
خرجت من الغرفه و انا لا افهم شيئا كم اتمني ان اعرف ما يدور في راسها
اذا كانت لا تريده فلما لم توافق علي فكره مربية الاطفال و اذا كانت تريده فلما لم تشجع كلام الخاله
كم اخشي علي الطفل في حالة غيابي
ربت الخاله علي كتفي (( اعلم فيما تفكر . انها بدات تحبه ))
(( كيف هذا ؟ ))
(( انها ام و ارضعته أي بدا التواصل بينهما . كل ام تريد ابنها حتي لو كان مشوها ))
(( اتمني ذلك . يجب ان اذهب فقد اصبح الوقت متاخرا . اظن اني ساتي متاخرا غدا سوف اوقف اجازتي و اذهب الي العمل صباحا . ارجوا ان لا تتركيها فوجودك يطمئني ))
(( لا تقلق عد الي عملك و كن مطمئنا فهي اصبحت بخير و انا لن اتركها الا عندما تذهب الي بيتها ))
* * * * *
استيقظت علي طرق الباب . كانت امي نائمه علي السرير المجاور و يبدو انها تغض في نوم عميق و لم تسمع طرق الباب
(( من بالخارج ))
صوت الممرضه (( ان الطفل جائع فهل يمكنك ارضاعه ))
قمت مسرعه فقد وجدتها فرصه حتي انفرد مع طفلي . ذهبت الي الباب و ادخلت العربه
جلست علي السرير و بدات ارفعه . بدا يحرك يده لاعلي و لاسفل كانه يعلم اني امه و يحاول اللعب معي
بدات اتمعن النظر فيه فقد كانت اول مره اراه فيها
اصابع يده صغيره جدا ربما بمقاس عقله من اصبعي
اما ملامح وجهه فقد كانت جميله جدا عينيه الصغيرتان و جنتيه الحمراء و فمه الشريطي الرفيع و بشرته البيضاء
عندما ابتسمت له و بدات الاعبه بدا يبتسم و يصدر صوتا صغيرا رد لقلبي السعاده
حينها استيقظت امي
((امي هل هو من ايقظك سوف اعلمه ان لا يصدر صوتا عندما يكون الناس نياما ))
((لا يا بنيتي من الجيد ان استيقط لاراكي تحملي ابنك و تلاعبيه ايضا ))
(( انه جميل جدا يا امي و يلاعبني كانه يعلم اني امه ))
(( بل هو يعلم يا حبيبتي ))
* * * * *
ذهبت اليها في الليل و قد توقعت ان تلومني لوقف الاجازه
ولكني رايت مشهدا اخر لم اكن اتوقعه مطلقا
كانت زوجتي تتمدد علي السرير و بجانبها الطفل تحرك اصبعها علي وجهه و هو يستجيب لها و يحرك وجهه معها
تلاعبه و تضحك وهو مبتسم و يصدر اصواتا صغيره متقطعه
(( سبحان مغير الاحوال . كيف هذا و متي ؟ . انتي تلاعبيه لا اصدق هذا ))
نظرت الي بعين ضيقه (( لماذا لم تخبرني انه جميل هكذا ؟ ))
(( حقيقة لم اراه جميلا سوى الان ))
(( انظر اليه كيف يفتح فمه الصغير وهي خالية من الاسنان ))
دخلت الخاله و هي مبتسمه (( ما شاء الله . بارك الله فيما اعطاكم . من يراكم و انتم جالسون حوله لا يصدق حالكم الامس ))
(( تعالي يا خاله و شاريكينا . شاهدي حفيدك و هو يلعب معنا ))
الحمد لله كنت سعيدا لان زوجتي تصرفت معه مثل كل ام تلاعب ابنها . كنت قلق جدا قبل اليوم اما الان فانا ذاهب الي الطبيب لانهي ورق المستشفي و اخذ زوجتي و ابني الي البيت و انا مطمئنا عليهما الاثنين
* * * * *
مرت عدة شهور و كان طفلي الصغير يتصرف مثل جميع الاطفال
حتي بدا الشهر السادس وهو لا يتكلم
جميع اصدقائي نصحوني ان اذهب به للطبيب و قد كان
نصحني ان اذهب به الي مدرسة تخاطب
لاننا لا نختلط بالناس كثيرا خفت على طفلي من الاغراب ولا ادري اذا كان رؤية عدد كبير من الاغراب في وقت واحد سيؤثر عليه
لذلك اتيت متخصصة تخاطب في البيت و اتفقت معها علي المواعيد التي تاتي فيها البيت
بدا يستجيب معها و بدا يتكلم بشكل مفهوم وان كان بعض الحروف غير واضحه
و عندما اكمل سنه من عمره بدا يمشي علي رجليه حينها واجهت الكثير من المشاكل
كان دخول الطفل للمطبخ خطر بجميع المقاييس
قد يمسك سكينا و يجرح نفسه دون وعي منه .. او يقترب لانبوبة الغاز و يفتحها .. او يشاهد النار فيقرب يده
غرفته امتلات بالالعاب الكبيرة الحجم و الاسفنجيه اما الالعاب البلاستكيه فكان يكسرها و يمسك الاجزاء الحاده منها ولذلك امتنع دخولها للبيت
غرفة الجلوس كانت من افخم الغرف عندي فعند زواجي زينتها بالكثير من التماثيل و التحف و الزهريات
اغلب هذه الاشياء كسرت و الباقي احتفظت به بعيدا عن متناوله
وما امكنني الاستغناء عنه ارسلته الي بيت امي
كانت حالة الطوارئ و المراقبه متواجده ليلا و نهارا و كانت حركته كثيره جدا مما اضطرني لاخرج به كل يوم في الليل
حتي يتعب فاعود و اغير ملابسه و يخلد للنوم
احيانا كنت افقد اعصابي و يعلو صوتي و ينقذه زوجي مني و احينا اخري يحدث العكس
مرة سنه اخري و نحن علي هذا الحال
* * * * *
نمنا اليوم كثيرا . فلم ننام هكذا منذ وقتا طويلا دائما يوقظنا صوت الطفل
اما اليوم فلا ادري لماذا لا اسمع له صوتا
بالطبع قلقت لهذا التغير لذلك تركت زوجتي نائمه و خرجت لغرفته
كان يبدو نائما فاقتربت اليه بهدوء حتي لا اوقظه
لم اراه نائما منذ وقت طويل فدائما هو من كان يوقظنا
اقتربت اكثر لامسك يده
ما هذا ؟
بصوت علي (( زوجتي . زوجتي اسرعي تعالي الي هنا اسرعي ))
* * * * *
ايقظني صوت زوجي بنبرة الانقاذ التي اقلقتني فقمت سريعا و ذهبت اليه
وجدت الطفل نائما و هو بجواره ولا يوجد ما يقلق
فسالته (( ماذا هناك ؟ ))
(( انه لا يتنفس . ولا اسمع دقات في قلبه ))
(( ماذا ؟ لا تقول هذا ؟ ))
(( تعالي و تاكدي ))
* * * * *
عندما اقتربت لتتاكد كنت اظن اني موهوم او ربما مازلت نائما
انتظرت ان تخبرني اني مخطئ
ولكن لم اري سوى الدموع التي تملأ عينيها
فقمت سريعا و لبست ملابسي و حملت الطفل الي الطبيب
ربما نكون مخطئين ربما اصدرنا احكاما خاطئه ربما تسرعنا .... ربما .......... ربما .......... ربما
* * * * *
عندما ذهبنا للطبيب اخذه و دخل به غرفة العمليات و معه عدة ممرضات
لا ادري سبب دخوله و لا اريد ان اعلم بما اصابه . اريد فقط ان اسمع انه مازال حيا
مرة ساعه و كان الدعاء علي لساني و زوجي ايضا
اتت امي و وهي تتساءل عما حدث و لكنها لم تصل لاجابه فلا انا ولا زوجي ندري ما حدث
كنت احاول ان اوقف دموعي حتي لا يزداد الجو التهابا
حتي خرج الطبيب من العمليات فالتففنا جميعا حوله منتظرين كلامه
لكن نظرات عينه كانت موجهه للارض و كلما استعد لقول كلمة سحبها
وهكذا فهمت اني لن اراه مره اخري
* * * * *
لم اعطي لنفسي فرصه كي اترجم تصرفات الطبيب فانا لا اريد التخمين
مازلت موقنا اني مخطئ و ان الطبيب سيمحي كل تلك الافكار
حتي قال (( البقاء لله )) ولم يستطع قول كلمة اخري فانسحب و ذهب
و قد اخذ معه عقلي
وجدت زوجتي تبكي بشده و الخاله تحاول تهدئتها
لا ادري كيف منعت مشاعري من الانطلاق و اخذت زوجتي و الخاله الي البيت
وكانت زوجتي تردد (( اتاني به و انا لا اريده و اخذه حين احببته ))
و تقاطعها الخاله (( لا يا حبيبتي سترينه. سيناديكي و ياخذك من يدك ليدخلك الجنه ))
هذه اول مره اقف امام زوجتي ولا استطيع ان احدثها او ارشدها لاي شئ
و كيف ارشدها و انا لا استطيع ارشاد نفسي
فانا ايضا اريده .. اين هو طفلي .. اين صوته و حركته
قمت و ذهبت الي غرفتي قبل ان يطغوا اللون الاخضر علي إشارة دموعي
* * * * *
كانت امي تحتضني و كلما زدت البكاء ازداد ضغطها علي
لا ادري ما قولته و لا ما اقوله ولكني مازلت غير مصدقه ما يحدث
اختفي زوجي ساعه او اثنين او اكثر لا ادري
ولكنه اتي ليخبرنا بنزوله و عدنما قال السبب زاد انهياري
* * * * *
اخبرتهم بنزل حتي انهي اوراقه في المستشفي و انهي امور الدفن
حينها زاد بكاء زوجتي و اخفت وجهها بملابس امها
شعرت بالندم لقول هذا و لكني مثلها متالم ولا يمكنني اظهار بكائي
انا مثل المصارع الذي يضرب و يلكم ولا يمكنه الدفاع عن نفسه او اصدار صوت الاهات
* * * * *
في اليوم التالي اتي الكثير من النساء اغلبهم يرتددون ملابس سوداء
لا ادري عددهم ولا ادري من اتي ومن لم ياتي
ولكني سمعت الكثير يتمتم (( سيدخلها الجنه )) عندما اسمعها يرتابني حاله من الفرح
ليس لدخول الجنه انما لرؤيته ثم اتذكر فقدانه فاعود لحالة الحزن من جديد
يارب فوضت امري لك
* * * * *
كان عزاء الرجال في الشارع اسفل مجموعه من الاقمشه المعلقه و اعلي السجاجيد التي تشهد من مر عليها و من اتي
لم انتبه للناس ولم اقف لارد التحيه الا بعد ان يناديني هذا الشخص مرارا و تكرارا
فقد كنت جالسا عن المدخل اسمع الايات القرانيه التي يقراها الشيخ و انظر للسماء
اتذكر اول مره اراه ينظر الي ويلعب معي و ... و اليوم عندما كنت اسير خلف عربة الاسعاف وهو بداخلها مغطي بكفنه الابيض الصغير
اتذكر الم زوجتي عند ولادته وبكائه عند نزوله للحياه و اتذكر بكاء زوجتي عند موته
يارب فوضت امري لك
* * * * *
مرت ايام وليالي علي هذه الذكريات
في البدايه كنت يائسه من الحياه
كنت اعيش لاني مازلت اتنفس
لا اريد الخروج ولا اريد رؤية الناس ولا اريد الطعام
اريد ان انام مثلما نام طفلي
* * * * *
انغمست في العمل كي انسي ما حدث
احيانا كنت افضل المبيت في العمل عن الذهاب للبيت
كنت ابتعد عن الاجتماعات و العزائم الاسريه
رغم تضايق الكثير من هذا الا انه يريحني
فرؤية طفل يسير امامي و ان كان علي كرسي متحرك يعيد شريط الذكريات
* * * * *
اما الان فقد منا الله علينا بكم انتم الثلاثه
قد قصصنا عليكم قصة اخيكم
كي لا تحزنوا اذا اصابكم الله في ابنكم
و اعلموا ان الحياة مستمره مهما مات اصدقائكم
فها قد اصبحت طبيبا وانت صاحب مشروعات استثماريه وانتي انهيتي جامعتك و اقتربتي علي الزواج
اتمني من الله التوفيق في حياتكم و يحميكم من كربها
اين ؟
في معدتي ... ماذا ؟؟ ...... لا يعقل .. يبدو اني مرهقه اليوم ساحاول ان انام مره اخري
اعتصر عيني .. احاول ان اتحمل .. لا ادري هل انا مستيقظه ام احلم
لا مازل هناك الكثير من الوقت علي هذا اليوم .. حسنا ساحاول ان اغير وضعية نومي ربما يهدا الالم
لكن.....
لا اشعر الا بصوتي و الاهات تزداد به
يحرك كتفي ((ماذا هناك . ما بكي ؟؟))
((يبدو انها الولاده))
يده تسحبني و تحاول ان توقفني ............ ((لا استطيع))
((تحملي حتي نصل للمستشفى .. استندي علي ّ))
وصلنا
ايادي تحملني و تضعني علي سرير يتحرك و يجري في الممرات . و ما ان شعرت اني داخله لغرفة الطوارئ ازداد تشبثي بيد زوجي و انا اقول
((لا تتركني .. ادخل معي ))
(( لا تقلقي بضع دقائق و ستخرجين بخير ))
(( لاااا لا تتركني لن ادخل الا و انت معي .. لن ادخل لن ادخل ))
وجه نظراته للطبيب فحرك راسه مشيرا بموافقته علي الدخول
شعرت ان الغرفه لم تحتوي علي ما يكفي من الاضاءه ربما ذلك بسبب كثرة اغماض عيني ليزيد من طاقة تحملي للالم او بسبب زوجي الذي ضمني اليه محاولا مساعدتي في تخفيف الامي و ان كان بصفه روحيه فقط
صراخ و بكاء .. اهو صوته .. اهو طفلي
تشجعت علي مواجهة نهجان انفاسي و ازالة عوائق جفوني لارى شهدا ابيض اللون لكني لم املك ما يكفي لتكملة المغامره و استسلمت لجميع ذرات الالم و الارهاق حتي تغط على ولم اعد اشعر بشئ بعدها
* * * *
خرجت من غرفة الطوارئ وهي تغض في نوم عميق
لابد و انها نامت من كثرت الالم .. لم اكن اعلم ان الولاده مؤلمه الي هذا الحد
((مرحبا ايها الطبيب .. لقد اخبرتني الممرضه انك تريد التحدث معي ))
((نعم اجلس من فضلك .. اهنئك علي اول مولود لك))
((شكرا لك .. ارجو ان تخبرني ماذا هناك .. فقد بدات اقلق .. هل زوجتي بخير ؟))
((نعم الحمد لله هي بخير .. لكن مولودك الجديد به بعض العيوب الذهنيه))
((ماذا ؟))
((انه قضاء الله و قدره ولا يمكن لاحد ان يعترض امره ))
((و نعم بالله .. هل علمت زوجتي بهذا))
((لا فهي مازالت نائمه و اظن من الافضل ان يخبرها احد من اهلها بذلك))
((نعم .. شكرا لك))
((حسنا يجب ان اذهب فلدي الكثير من الاعمال ))
ذهبت الي غرفتها و اخذت كرسيا و جلست بجوار سريرها انظر اليها و هي نائمه
لابد انكي تحاولي نسيان جميع الامك و تستعدي لحياه جديده مع طفل دخل احلامك منذ اول يوم تزوجنا فيه
كيف سيكون ردة فعلك عندما تعلمي انه غير سليم ذهنيا
((زوجي هل رايت طفلنا ))
نظرت اليها (( متي استقظتي ؟))
((الان .. هل رايته ؟ هل هو جميل ؟))
((نعم اظن ذلك))
((اريد ان اراه))
((حبيبتي انه في الحضانه الان و خروجه منها سكون بمواعيد))
((هل هو بصحه جيده ؟ لما تلك الدموع في عينك))
((انه بخير فقط تفاجات اني اصبحت ابا))
بعد ان رسمت ابتسامه خفيفه علي وجهها ((نعم و انا اصبحت اما))
يا الله كيف ستكون مصير تلك الابتسامه عندما تعلم ما اخفيه عنها
((هل مازلتي تتالمين ؟))
((نعم بعض الشئ لكن لهفتي لرؤية ابننا اقوي بكثير من تلك الالام فانا علي استعداد ان اقف علي قدمي و اذهب لاراه . هل يمكنني فعل ذلك ؟))
((بالطبع لا . يجب ان ترتاحي . غدا باذن الله ستجدينه بين يديكي))
* * * * *
حاولت ان انام مجددا و تمنيت ان يمر الوقت سريعا حتي ياتي اليوم التالي و اراه
و لكن كلما اغمضت عيني اتخيل ذلك الشهد الابيض . لا ادري لما لا ياتون به من الحضانه فانا لن امسكه فقط اريد ان اراه
لم يمر الكثير من الوقت ثم دخلت امي من باب الغرفه و علامات القلق علي وجهها
بعد ان سلمت علي زوجي قالت ((اه يا بني احقا ما سمعته))
((ارجوكي يا خاله فهي لا تعلم شيئا الي الان))
((هل ستخبرها ؟))
(( يجب ان تعلم و لكن كلما حاولت ان اخبرها تذكرت الالام التي تعرضت لها في الولاده فيكبل لساني ولا استطيع ان اتفوه بشيء))
فسالت (( امي ماذا هناك ؟ ان الطفل ليس بخير اليس كذلك اخبروني ماذا حدث له ؟))
اقتربت امي و وضعت يدها علي وجنتي و حركتها ببطئ ثم قالت (( بارك الله فيكي يابنيتي فكل شيئ سيكون بخير ))
((لا تزيدوا من قلقي ارجوكم قولوا ماذا حدث ))
نظرت امي اليه فنظرت اليه و قولت (( زوجي لم تعتاد علي اخفاء شيئ علي ّ فاخبرني بيما جري هل مات الطفل ؟ ))
((لا فهو في الحضانه كما اخبرتك ))
((اذا اخبرني بما تخفيه))
نظر للارض ثم قال (( انه طفل مغولىّ لديه بعض الاعاقات الذهنيه ))
((ماذا ؟ لا لا يعقل . قل شيئا اخر))
((ارجوكي يا زوجتي حافظي علي هدوئك فانتي مازلتي متعبه ))
دخلت الممرضه
((مساء الخير ان الطفل مستيقظ الان هل اوتي به اليكم))
وجدت نفسي اصرخ (( لاااااا .. لا اريده .. لن اراه ..انه ليس لي ))
وقف زوجي بسرعه و ذهب مع الممرضه للخارج
((ابنتي انه قضاء الله و هو ابتلاء ليختبر صبركم))
((اذا كنت قد فعلت شيئ في حياتي لاعاقب عليه فلما يعاقب زوجي معي يا امي ما ذنبه في هذا فهو انسان طيب و يحبني و لم يضرني ابدا ... كيف اربي هذا الطفل يا امي ؟))
((مثلما ربيتكي يا صغيرتي))
((لا يا امي فهو ليس طفلا عاديا حتي اربيه مثلما تربيت انا انه معاق ذهنيا . اتعلمي معني معاق ذهنيا يا أمي))
تتساقط الدموع من عيني فاقتربت أمي و احتضنتني
((ابنتي يجب ان تؤمني بما قدره الله لكي ))
* * * * *
اخذت الممرضة للخارج و قد كانت علامات الذهول علي وجهها
سالتني لما تفعل كل هذا
فاخبرتها انها علمت باعاقة الطفل ثم سالتها اذا كان بحاجه لرضاعه
((لا ان الرضاعه تبدا من اليوم الثاني اما الان فهو يعتمد علي الجلوكوز))
((جيد اظن انها مده جيده حتي امهد زوجتي لفعل ذلك))
في طريقي لغرفة زوجتي وجدت الخاله بالخارج
((كيف تتركينها وحدها يا خاله))
لا تقلق يا بني لقد نامت من كثر البكاء
((بكاء و الم ... لقد كانت متلهفه لرؤيته منذ قليل و الان لا تريده .. اخشي عليها يا خاله ارشديني ماذا يمكنني ان افعل ))
((استعيذ بالله يا بني و حاول ان تصبرها . هل رايت الطفل ؟))
((نعم . . انه صغير جدا ))
(( ادعو الله ان يصبركم علي ما ابتلاكم .. يمكن ان تذهب للبيت يابني و تستريح و سأنام انا مع ابنتي في الغرفه ))
((لا يا خاله انا لست تعب و افضل ان افضل معها .. يمكنني ان اوصلك للبيت اذا اردتي ))
(( ولكن يابني ستكون مرهقا جدا في الغد . ما مررت به اليوم لم يكن سهلا و ما تمر به الغد سيكون اصعب ))
((حسنا كما تشائي رغم علمي ان النوم لن يمر علي عيني اليوم .. السلام عليكم))
* * * * *
في اليوم التالي و انا ذاهب لغرفة زوجتي و جدت الممرضه تجر عربة و بداخله الطفل فاوقفتها و سالتها (( الي اين ؟ ))
(( يجب ان يبدا الرضاعه . و هو جائع الان ))
(( حسنا .. ارجو ان تنتظري قليلا ))
بعد ان دخلت الغرف
(( صباح الخير .. كيف حالكم ))
(( بخير يابني .. هل نمت جيدا ؟ ))
(( الحمد لله نمت بعض الشئ .. ان الممرضه بالخارج و معها الطفل و تريد ان تؤتي به ليرضع ))
نظرت زوجتي الي و علامات الرفض كادت تقفز من عينيها مما اظهر علامات القلق علي الخاله
(( خاله استسمحك ان تتركينا بمفردنا ))
(( حسنا سانتظر في الخارج )) و بعد ان خرجت جلست بجوار زوجتي و بدات احادثها
(( زوجتي الحبيبه انتي تعلمي كم انتظرنا اول مولود لنا و كثيرا حلمنا بغرفه صغيره في بيتنا يمتلئها شقاوة طفل صغير
و ها قد منّ الله علينا بما تمنيناه ))
(( ولكن ...))
امسكت بيدها (( اعلم ما تريدين قوله .. تربية هذا الطفل مسؤوليتنا نحن الاثنين و سيسالنا الله عنها .. ارجوكي لا تصعبي مهمتنا علينا و نحن في اسهل اوقاتها .. اتعديني ان تصبري معي و نحاول ان نحول طفلنا الى طفل عادي مثل كل الاطفال ))
مع الاستسلام (( حسنا .. اعدك ))
((هل اوتي به الان ؟؟ ))
نظرت الي ثم نظرت للارض ولم تتكلم او تشير باي شئ
((انها بضع ثواني و سينتهي كل شئ .. ارجوكي ))
((حسنا ))
خرجت و اخدت العربه من الممرضه
ثم ساعدت زوجتي لتستند علي الوساده و تتخذ وضع الرضاعه
حملت الطقل و مسكت الغطاء الذي يحيطه و رفعته علي وجهه حتي اغطي كل شئ فيه
فقد خفت ان تراه و ترفض ان ترضعه و تضيع كل محاولات الاقناع التي بذلتها
و كذلك اردت ان يزداد شوقها لرؤية طفلها
كشفت انفه ليتنفس منها و كشفت فمه ليرضع ثم وضعته بجانبها
بدا يرضع
لم اهتم بالطفل قدر اهتمامي بزوجتي
كنت احاول ان اخترق عينيها لاستكشف مشاعرها للوضع التي هي عليه الان
من يغلب أمشاعر الأمومة أم مشاعر الإنكار لوجود طفل مغولي ؟؟
* * * * *
عندما وضعه زوجي علي يدي شعرت برغبه لرؤيته و عندما رايت وجهه مغطي تذكرت انه مغولي فنظرت للاعلي
و عندما بدا بالرضاعه شعرت بجزء مني .. جزء يصنعه جسمي .. اهديه الي هذا الطفل
لا اعلم لما وافقت علي ارضاعه ربما لارضي الحاح زوجي او لم استطع ان يكون طفلي جائع ولا اشبعه لانه فقط معاق ذهنيا
مهما يكن فهو طفلي الذي حلمت بحمله بين يدي منذ ان علمت انه بداخلي
كيف يكون ابني وانا لم اراه
انزل عيني اليه ساحاول ان اراه و لكن سرعان اغمض عيني و في سري لا لا اريده انه ليس ابني
وفي كل مره اقرر رؤيته يزداد اصراري و تحمسي
الان ساراه
* * * * *
عندما انهى رضاعته ابعد وجهه عنها وبدا انه نائم نوما عميقا
قمت من كرسي و حملته ثم ادخلته العربه و ذهبت به الي الممرضه
وانا خارج من الغرفه قابلتني الخالي و سالتني
(( هل رضعته ؟؟ هل راته ؟؟ ))
(( انها رضعته ولكنها لم تراه يبدو انها لا تريد ان تراه .. ادخلي لها يا خاله فانا لم اعد استطيع فهمها ولم اترجم مشاعرها فربما تخبرك بشئ منها ))
((حسنا يا بني ))
و انا في طريقي الي الحضانه تذكرت ان وجه الطفل مغطي فابعدت الغطاء
كان وجهه الطفولي جميل جدا و ابتسم لي ابتسامه شريطيه رفيعه اضافت لوجهه البهجه
كانه يشعر عندما كان مغطي لم يكن لنا رغبه له و عندما ازلنا الغطاء فتحت له الدنيا ذراعيها
وقفت اشاهده و اشاهد تحركاته البطيئه ولا اراديا مددت يدي و بدات الاعبه
اضع اصبعي علي وجنته اليمني فيحرك وجهه لليمين . ازلها و اضعها علي وجنته اليسري فيحرك وجهه لليسار
انشرح صدري له و مددت يدي لاحمله
لكن اوقفني صوت الممرضه (( هل اخذ حصه كافيه من الرضاعه ))
فنظرت لها و ارتدت يدي لمسك يدا العربه ثم قولت (( نعم اظنه شبع ))
((هذا جيد ساخذه لادخله للحضانه ))
(( حسنا شكرا لكي ))
في الحقيقه كنت حزينا لعدم اكمال اللعب مع ابني و لكني ادركت ان عليا الرجوع لرؤية زوجتي
* * * * *
دخلت امي و علامات الاستفهام تملأ وجهها ولكني قررت ان لا اتحدث عن الرضاعه و كيف تمت فلن اجد اجابة لاي سؤال
لقد كنت انوي رؤيته و بشده و عندما قررت ذلك كان قد انهى الرضعه و اخذه زوجي الي عربته
دخل الطبيب و معه ممرضه و استاذنا من امي فخرجت
بعد الكشف (( انكي بصحه جيده يمكنك الخروج غدا ))
((حقا !! و هل سياتي ابني معي ؟))
ردت الممرضه بسعاده (( بالطبع فابنك لكي .. يسعدني سماعك و انتي تقولي ابني ))
ابني .. نعم اني قولتها .. هل احسست انه ابني بعد الرضاعه .. هل الرضاعه هي التي غيرت قراراتي
و بعد خروجهما دخل زوجي ومعه امي
امي (( الحمد لله طمانا الطبيب بالخارج و اخربنا ان بامكانك الخروج غدا ))
(( نعم الحمد لله فلقد مللت الفراش ))
زوجي (( ما رايك ، هل ابحث عن مربية اطفال ؟ ))
(( لماذا ؟ اتراني غير جديره بتربية الطفل ؟ ))
(( لا لم اقصد لقد اردت مساعدتك ، فانا اعلم اني بالخارج طيلة اليوم و ستكوني بمفردك مع الطفل ، و اعلم ايضا انه بحاجه ليكون تحت الملاحظه فتره طويله ))
ببعض الضيق (( كما تشاء ))
تتدخل امي (( لا يا بني ليس الان انه مازال صغير و لن يصدر منه شئ الان وكذلك مربية الاطفال سوف تستغل اعاقة الطفل لتطلب اجر عالي . انتظر حتي بيدا الطفل في الحراك ثم اتي بيها ))
اراه ينظر الي . ماذا ؟ امازلت تنتظر ردا ؟
لنا لا ادري أي شئ
فانا اريده ولا اريده . اريد ان اربيه و اريد ان اكون مثل أي ام تفخر بولادها
ولكن كيف افتخر بيه و علاما افتخر
و كذلك هو ابني كيف اراه بحاجه الي و اتركه . كيف اراه يبكي و اترك امراه اخري هي التي تلبي بكاؤه
اغمض عيني ليوقفوا الكلام لكن مجري الصور بدا بتحرك فرايته و هو يبكي عندما بدا يتنفس . رايته وهو بين يدي و يوجه وجهه الي باحثا عما يروي عطشه .
امسكت راسي . يكفي هذا . حقا لا ادري ما اريده
امسك يدي (( هلي انتي بخير ؟ هل استدعي الطبيب ؟ ))
اخذت نفسا عميقا ثم نظرت اليه (( لا تقلق انا بخير . اريد ان انام قليلا . هلا تركتوني بمفردي بعض الوقت ))
(( بالطبع ، و لكن ... لكي ما تشائين هيا يا خاله حتي تستطيع ان تنام ))
* * * * *
خرجت من الغرفه و انا لا افهم شيئا كم اتمني ان اعرف ما يدور في راسها
اذا كانت لا تريده فلما لم توافق علي فكره مربية الاطفال و اذا كانت تريده فلما لم تشجع كلام الخاله
كم اخشي علي الطفل في حالة غيابي
ربت الخاله علي كتفي (( اعلم فيما تفكر . انها بدات تحبه ))
(( كيف هذا ؟ ))
(( انها ام و ارضعته أي بدا التواصل بينهما . كل ام تريد ابنها حتي لو كان مشوها ))
(( اتمني ذلك . يجب ان اذهب فقد اصبح الوقت متاخرا . اظن اني ساتي متاخرا غدا سوف اوقف اجازتي و اذهب الي العمل صباحا . ارجوا ان لا تتركيها فوجودك يطمئني ))
(( لا تقلق عد الي عملك و كن مطمئنا فهي اصبحت بخير و انا لن اتركها الا عندما تذهب الي بيتها ))
* * * * *
استيقظت علي طرق الباب . كانت امي نائمه علي السرير المجاور و يبدو انها تغض في نوم عميق و لم تسمع طرق الباب
(( من بالخارج ))
صوت الممرضه (( ان الطفل جائع فهل يمكنك ارضاعه ))
قمت مسرعه فقد وجدتها فرصه حتي انفرد مع طفلي . ذهبت الي الباب و ادخلت العربه
جلست علي السرير و بدات ارفعه . بدا يحرك يده لاعلي و لاسفل كانه يعلم اني امه و يحاول اللعب معي
بدات اتمعن النظر فيه فقد كانت اول مره اراه فيها
اصابع يده صغيره جدا ربما بمقاس عقله من اصبعي
اما ملامح وجهه فقد كانت جميله جدا عينيه الصغيرتان و جنتيه الحمراء و فمه الشريطي الرفيع و بشرته البيضاء
عندما ابتسمت له و بدات الاعبه بدا يبتسم و يصدر صوتا صغيرا رد لقلبي السعاده
حينها استيقظت امي
((امي هل هو من ايقظك سوف اعلمه ان لا يصدر صوتا عندما يكون الناس نياما ))
((لا يا بنيتي من الجيد ان استيقط لاراكي تحملي ابنك و تلاعبيه ايضا ))
(( انه جميل جدا يا امي و يلاعبني كانه يعلم اني امه ))
(( بل هو يعلم يا حبيبتي ))
* * * * *
ذهبت اليها في الليل و قد توقعت ان تلومني لوقف الاجازه
ولكني رايت مشهدا اخر لم اكن اتوقعه مطلقا
كانت زوجتي تتمدد علي السرير و بجانبها الطفل تحرك اصبعها علي وجهه و هو يستجيب لها و يحرك وجهه معها
تلاعبه و تضحك وهو مبتسم و يصدر اصواتا صغيره متقطعه
(( سبحان مغير الاحوال . كيف هذا و متي ؟ . انتي تلاعبيه لا اصدق هذا ))
نظرت الي بعين ضيقه (( لماذا لم تخبرني انه جميل هكذا ؟ ))
(( حقيقة لم اراه جميلا سوى الان ))
(( انظر اليه كيف يفتح فمه الصغير وهي خالية من الاسنان ))
دخلت الخاله و هي مبتسمه (( ما شاء الله . بارك الله فيما اعطاكم . من يراكم و انتم جالسون حوله لا يصدق حالكم الامس ))
(( تعالي يا خاله و شاريكينا . شاهدي حفيدك و هو يلعب معنا ))
الحمد لله كنت سعيدا لان زوجتي تصرفت معه مثل كل ام تلاعب ابنها . كنت قلق جدا قبل اليوم اما الان فانا ذاهب الي الطبيب لانهي ورق المستشفي و اخذ زوجتي و ابني الي البيت و انا مطمئنا عليهما الاثنين
* * * * *
مرت عدة شهور و كان طفلي الصغير يتصرف مثل جميع الاطفال
حتي بدا الشهر السادس وهو لا يتكلم
جميع اصدقائي نصحوني ان اذهب به للطبيب و قد كان
نصحني ان اذهب به الي مدرسة تخاطب
لاننا لا نختلط بالناس كثيرا خفت على طفلي من الاغراب ولا ادري اذا كان رؤية عدد كبير من الاغراب في وقت واحد سيؤثر عليه
لذلك اتيت متخصصة تخاطب في البيت و اتفقت معها علي المواعيد التي تاتي فيها البيت
بدا يستجيب معها و بدا يتكلم بشكل مفهوم وان كان بعض الحروف غير واضحه
و عندما اكمل سنه من عمره بدا يمشي علي رجليه حينها واجهت الكثير من المشاكل
كان دخول الطفل للمطبخ خطر بجميع المقاييس
قد يمسك سكينا و يجرح نفسه دون وعي منه .. او يقترب لانبوبة الغاز و يفتحها .. او يشاهد النار فيقرب يده
غرفته امتلات بالالعاب الكبيرة الحجم و الاسفنجيه اما الالعاب البلاستكيه فكان يكسرها و يمسك الاجزاء الحاده منها ولذلك امتنع دخولها للبيت
غرفة الجلوس كانت من افخم الغرف عندي فعند زواجي زينتها بالكثير من التماثيل و التحف و الزهريات
اغلب هذه الاشياء كسرت و الباقي احتفظت به بعيدا عن متناوله
وما امكنني الاستغناء عنه ارسلته الي بيت امي
كانت حالة الطوارئ و المراقبه متواجده ليلا و نهارا و كانت حركته كثيره جدا مما اضطرني لاخرج به كل يوم في الليل
حتي يتعب فاعود و اغير ملابسه و يخلد للنوم
احيانا كنت افقد اعصابي و يعلو صوتي و ينقذه زوجي مني و احينا اخري يحدث العكس
مرة سنه اخري و نحن علي هذا الحال
* * * * *
نمنا اليوم كثيرا . فلم ننام هكذا منذ وقتا طويلا دائما يوقظنا صوت الطفل
اما اليوم فلا ادري لماذا لا اسمع له صوتا
بالطبع قلقت لهذا التغير لذلك تركت زوجتي نائمه و خرجت لغرفته
كان يبدو نائما فاقتربت اليه بهدوء حتي لا اوقظه
لم اراه نائما منذ وقت طويل فدائما هو من كان يوقظنا
اقتربت اكثر لامسك يده
ما هذا ؟
بصوت علي (( زوجتي . زوجتي اسرعي تعالي الي هنا اسرعي ))
* * * * *
ايقظني صوت زوجي بنبرة الانقاذ التي اقلقتني فقمت سريعا و ذهبت اليه
وجدت الطفل نائما و هو بجواره ولا يوجد ما يقلق
فسالته (( ماذا هناك ؟ ))
(( انه لا يتنفس . ولا اسمع دقات في قلبه ))
(( ماذا ؟ لا تقول هذا ؟ ))
(( تعالي و تاكدي ))
* * * * *
عندما اقتربت لتتاكد كنت اظن اني موهوم او ربما مازلت نائما
انتظرت ان تخبرني اني مخطئ
ولكن لم اري سوى الدموع التي تملأ عينيها
فقمت سريعا و لبست ملابسي و حملت الطفل الي الطبيب
ربما نكون مخطئين ربما اصدرنا احكاما خاطئه ربما تسرعنا .... ربما .......... ربما .......... ربما
* * * * *
عندما ذهبنا للطبيب اخذه و دخل به غرفة العمليات و معه عدة ممرضات
لا ادري سبب دخوله و لا اريد ان اعلم بما اصابه . اريد فقط ان اسمع انه مازال حيا
مرة ساعه و كان الدعاء علي لساني و زوجي ايضا
اتت امي و وهي تتساءل عما حدث و لكنها لم تصل لاجابه فلا انا ولا زوجي ندري ما حدث
كنت احاول ان اوقف دموعي حتي لا يزداد الجو التهابا
حتي خرج الطبيب من العمليات فالتففنا جميعا حوله منتظرين كلامه
لكن نظرات عينه كانت موجهه للارض و كلما استعد لقول كلمة سحبها
وهكذا فهمت اني لن اراه مره اخري
* * * * *
لم اعطي لنفسي فرصه كي اترجم تصرفات الطبيب فانا لا اريد التخمين
مازلت موقنا اني مخطئ و ان الطبيب سيمحي كل تلك الافكار
حتي قال (( البقاء لله )) ولم يستطع قول كلمة اخري فانسحب و ذهب
و قد اخذ معه عقلي
وجدت زوجتي تبكي بشده و الخاله تحاول تهدئتها
لا ادري كيف منعت مشاعري من الانطلاق و اخذت زوجتي و الخاله الي البيت
وكانت زوجتي تردد (( اتاني به و انا لا اريده و اخذه حين احببته ))
و تقاطعها الخاله (( لا يا حبيبتي سترينه. سيناديكي و ياخذك من يدك ليدخلك الجنه ))
هذه اول مره اقف امام زوجتي ولا استطيع ان احدثها او ارشدها لاي شئ
و كيف ارشدها و انا لا استطيع ارشاد نفسي
فانا ايضا اريده .. اين هو طفلي .. اين صوته و حركته
قمت و ذهبت الي غرفتي قبل ان يطغوا اللون الاخضر علي إشارة دموعي
* * * * *
كانت امي تحتضني و كلما زدت البكاء ازداد ضغطها علي
لا ادري ما قولته و لا ما اقوله ولكني مازلت غير مصدقه ما يحدث
اختفي زوجي ساعه او اثنين او اكثر لا ادري
ولكنه اتي ليخبرنا بنزوله و عدنما قال السبب زاد انهياري
* * * * *
اخبرتهم بنزل حتي انهي اوراقه في المستشفي و انهي امور الدفن
حينها زاد بكاء زوجتي و اخفت وجهها بملابس امها
شعرت بالندم لقول هذا و لكني مثلها متالم ولا يمكنني اظهار بكائي
انا مثل المصارع الذي يضرب و يلكم ولا يمكنه الدفاع عن نفسه او اصدار صوت الاهات
* * * * *
في اليوم التالي اتي الكثير من النساء اغلبهم يرتددون ملابس سوداء
لا ادري عددهم ولا ادري من اتي ومن لم ياتي
ولكني سمعت الكثير يتمتم (( سيدخلها الجنه )) عندما اسمعها يرتابني حاله من الفرح
ليس لدخول الجنه انما لرؤيته ثم اتذكر فقدانه فاعود لحالة الحزن من جديد
يارب فوضت امري لك
* * * * *
كان عزاء الرجال في الشارع اسفل مجموعه من الاقمشه المعلقه و اعلي السجاجيد التي تشهد من مر عليها و من اتي
لم انتبه للناس ولم اقف لارد التحيه الا بعد ان يناديني هذا الشخص مرارا و تكرارا
فقد كنت جالسا عن المدخل اسمع الايات القرانيه التي يقراها الشيخ و انظر للسماء
اتذكر اول مره اراه ينظر الي ويلعب معي و ... و اليوم عندما كنت اسير خلف عربة الاسعاف وهو بداخلها مغطي بكفنه الابيض الصغير
اتذكر الم زوجتي عند ولادته وبكائه عند نزوله للحياه و اتذكر بكاء زوجتي عند موته
يارب فوضت امري لك
* * * * *
مرت ايام وليالي علي هذه الذكريات
في البدايه كنت يائسه من الحياه
كنت اعيش لاني مازلت اتنفس
لا اريد الخروج ولا اريد رؤية الناس ولا اريد الطعام
اريد ان انام مثلما نام طفلي
* * * * *
انغمست في العمل كي انسي ما حدث
احيانا كنت افضل المبيت في العمل عن الذهاب للبيت
كنت ابتعد عن الاجتماعات و العزائم الاسريه
رغم تضايق الكثير من هذا الا انه يريحني
فرؤية طفل يسير امامي و ان كان علي كرسي متحرك يعيد شريط الذكريات
* * * * *
اما الان فقد منا الله علينا بكم انتم الثلاثه
قد قصصنا عليكم قصة اخيكم
كي لا تحزنوا اذا اصابكم الله في ابنكم
و اعلموا ان الحياة مستمره مهما مات اصدقائكم
فها قد اصبحت طبيبا وانت صاحب مشروعات استثماريه وانتي انهيتي جامعتك و اقتربتي علي الزواج
اتمني من الله التوفيق في حياتكم و يحميكم من كربها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق